دمشق | لا يمكن أن يكون الصباح أجمل مما هو عليه في باب توما: تنساب خيوط الضوء بنعومة هنا كصوت فيروز. بائع الصحيفة يرميها على شرفة الغرفة. في قلب المدينة، هدوء. وأم فادي تحمل إليك مع الزهورات مربى أشهى من كلمتي صباح الخير على شفتيها. فَقَدَ خبر التظاهر في هذا الحي أو تلك القرية طعمه، يشبه سائق الأجرة، في طريقه الصباحي من باب توما إلى كلية الطب في جامعة دمشق، التظاهرات بالأسماك. ثبت أن تظاهرة المؤيدين للنظام الكبيرة تأكل تظاهرة مناهضيه الصغيرة.
وثبت أيضاً أن التظاهرة الصغيرة لن تتردد أبداً في التهام التظاهرة الكبيرة، لو قدر لها ذلك. يرفض السائق تجاوز الإشارة الحمراء، تقتضي الظروف برأيه مساعدة الشرطة وعناصر حفظ النظام لا استغيابهم واستغلال تعبهم. ويؤكد بالمناسبة أن عديد العسكريين الذين يتنقلون بين المناطق السورية منذ تسعة أشهر لا يتجاوز ثلث الجيش السوري، والحديث بالتالي عن تعب العسكر مضحك. حين يتعب الثلث الأول سيستبدل بالثلث الثاني ليرتاح الأول بضعة أسابيع قبيل العودة إلى الميادين. أما الثلث الثالث فعلى أتم جهوزيته للتدخل السريع حين تستدعي الحاجة ذلك. مع العلم أن قوات الاحتياط لم تستدع بعد. «يقسموا الجيش؟ ولا في أحلامهم! لو أعدوا الدرس الاستخباراتي بشكل جيد لتأكدوا أن ذلك مستحيل»، يردد السائق. في الجيش السوري يعلمون أن المرادف لكلمة انشقاق هو انتحار. يضحكه أيضاً أن لا يجد المجتمع الدولي قائداً عسكرياً يُزعمه «جيش سوريا الحر» إلا ضابطاً برتبة عقيد. «في بعض الدول العقيد قصة كبيرة»، يتابع السائق، أما في سوريا فهناك أكثر من ألف عقيد. وفي بعض أحاديث الشام، إشارات إلى رفض بعض الضباط محاولة قيادتهم إبعادهم عن مناطقهم حرصاً منها على عدم استفزازهم، فأصر هؤلاء على قيادة الحملات العسكرية بأنفسهم. الحرص على حماية هؤلاء من العقوبات المالية الغربية يقتضي عدم ذكر أسمائهم، لكن من قاد الجيش حين دخل مدينة حماه كانوا ضباطاً حمويين وقادة الانتشار في درعا كانوا درعاويين.
نعود إلى الأساس، خبر التظاهرات بات ثانوياً جداً، الأهم هو العمليات العسكرية التي يشنها مرتزقة الجيش السوري الحر والمسلحون هنا وهناك. على الإعلام السوري برأي السائق تخفيف اهتمامه الكبير بهذه العمليات لأن تسليط الضوء على هذه المجموعات يشجع عناصرها ويوحي لبعض الرأي العام بأنهم أقوياء ويلحقون الخسائر المادية والمعنوية بأنصار النظام. مراجعة أحاديث اليومين الماضيين تؤكد دقة ملاحظة السائق: الخبر الأساسي الذي يشغل السوريين اليوم يرتبط بالعمليات العسكرية. الجزيرة تجعل من إصبعي ديناميت هجوماً صاروخياً كاد أن يسقط هيبة النظام في دمشق بالذات، وسانا تجعل من تفكيك الأمن لعبوة ناسفة تخليصاً لسوريا من مخطط فتنة وحرب أهلية. طرفا النزاع – كل لأسبابه الخاصة – يضخمان العمليات الأمنية. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن تفشي السلاح العلني بين المعارضين المفترضين واحتفاء الجيش السوري الحر بعملياته العسكرية يوحيان بأن النظام لم يكن يكذب في بداية الأحداث حين كان يحلف أن هناك قناصة من غير العسكريين وعناصر الأمن يطلقون الرصاص على المتظاهرين لتوتير الأوضاع أكثر. وقع النظام في فخ جحا الذي أكثر من الكذب حين لم تكن الحاجة تستدعي ذلك، فظنه كثيرون يكذب حين استدعت الحاجة. الأكيد أن التظاهرات ما كانت لتسقط النظام وحدها، كان لا بد للمتظاهرين ومن انضم إليهم من العمل العسكريّ.
نصل أخيراً إلى الجامعة. البلاد في «ثورة» منذ تسعة أشهر وليس على بوابة الجامعة من يدقق جدياً في الهويات، كما لم تمس «الثورة» على الرئيس تمثال والده في باحة الجامعة. أكثر من ذلك: لم تحصل محاولة جدية واحدة للتظاهرة انطلاقاً من الجامعة الأكبر في سوريا. الثورة تستثني الجامعة إذاً؟ تقريباً، يقول أحد الطلاب. ففي ظل حماسة الجوامع فضلت «الثورة» تركيز جهدها هناك. يكذب القائلون إن مكان التجمع الوحيد المتاح للشعوب العربية هو الجوامع. في الجامعات يجتمعون، وفي ملاعب الرياضة والأسواق والسهول الزراعية والمصانع وغيرها الكثير الكثير. للتظاهر انطلاقاً من الجامع أسباب أخرى غير المعلنة، فعناصر الأمن يتحكمون بخطيب الجامع والمؤسسة التي تدير الجامع ويحاصرون جدرانه تماماً كما يفعلون في مختلف أماكن التجمع الأخرى، وربما أكثر. حصلت بحسب بعض الطلاب عدة محاولات لتجمع الطلاب الراغبين بإسقاط النظام، لكن أعدادهم بقيت أقل بكثير من أعداد المؤيدين للنظام، ابتلعت التظاهرة الكبيرة التظاهرات الصغيرة؛ اسألوا جامعة حلب. وسرعان ما اكتشف الأمن أهم الناشطين الجامعيين فاعتقلهم. «الثورة» تنجح حين يتجاوز عدد المتحمسين للثورة عدد الزنزانات. فضلاً عن إيصال الأمن في بعض الكليات الجامعية الصغيرة رسالة واضحة عن استعداده لأن يمارس داخل الجامعات نفس الأساليب التي مارسها خارجها في حال نقلت المعركة إليها، فهدأ الطلاب.
في سوريا، توحي أحاديث المواطنين وانتقاداتهم المتنوعة لمختلف أسس النظام السوري، الاقتصادية والسياسية والأمنية، أن حاجز الخوف كسر لكن ليس هناك ثورة ولا ثوار. ثمة بعض المتظاهرين في بعض الأحياء والقرى يجتمعون في ساحة، يتصورون، يتأكدون أن صورتهم ستبث على الفضائيات الأجنبية ويعودون إلى منازلهم. لو ثارت قرية سورية واحدة أو كلية جامعية بكامل أهلها لما تمكن الجيش وعناصر الأمن من دخولها. السلطة تتحدث عن بيئة حاضنة. «في بعض أحياء حمص ثمة بيئة حاضنة للثوار»، بمعنى أن أغلبية القاطنين في الحي يؤيدون الثوار وهذا ما يجعل دخول الجيش والأمن إلى تلك الأحياء صعباً جداً. في حماه، تظاهر كثيرون، لكن المدينة كمدينة وليس كبعض الأشخاص والمجموعات لم تكن حاضنة للثوار، فتمكن الجيش وعناصر الأمن من الدخول إلى الأحياء الحموية وإخماد الحراك أو السيطرة عليه. وهناك ثمة مبدأ عام في التظاهر: في النضال والثورات، لا نفع للتظاهر إن كان المحتج سيتظاهر ساعتين ويعود سالماً إلى منزله. سينتهي كل شيء ويتم وأد مطالبه فور انتهاء تظاهرته. إن رغب بإنجاح ثورته واستثمار تحركه جدياً في الإعلام، فمن الضروري أن يستفز عناصر الأمن ومكافحة الشغب ليضربوه أو يقتلوه. ليس الأمن السوري بساذج لإطلاق الرصاص على متظاهرين سلميين لقتلهم وتبرير تظاهرهم في اليوم التالي أثناء تشييعهم شهداءهم، إضافة إلى إثارة الرأي العام المحلي والدولي ضده. من استفاد من القتل؟ النظام ربما، المعارضة أكيد.
في مقهى قريب من الجامعة، يجتمع ثلاثة ممن طاولتهم العقوبات الأوروبية الأخيرة بصفتهم شركاء في القتل. أحدهم ذنبه الوحيد أنه تعارك بعد بضع كؤوس مع أحد المعارضين إثر نقاش عقيم في أحد المطاعم، وهو مجرد مؤيد لنظام لا تربطه به أي علاقات أمنية أو مادية. الثاني مهندس كومبيوتر يكرس جهوده الالكترونية منذ بدء الأزمة لتسويق روايات النظام بشأن الأحداث وفضح بعض أكاذيب المعارضين. الثالث محام يصدف أن غالبية الشركات الأجنبية، ولا سيما الأوروبية، وكلته الدفاع عنها أمام المحاكم السورية لقربه سياسياً من النظام. ينظر الشبان الثلاثة إلى بعضهم البعض ويضحكون، قبل البدء بتخمين الأسباب الحقيقية التي دفعت الاتحاد الأوروبي إلى تقليدهم الوسام الأخير. أحدهم يعتقد أن القصاص الأوروبي كان يفترض أن يطول الكثير الكثير من أركان الدولة ممن يتقدمونهم في الأهمية والدور قبل أن يصلهم. فيما يسأل الآخر عن كيفية تقسيطه سيارة مصفحة من لبنان بعدما أصبح فجأة شخصية مرموقة تطالب الدول الأوروبية برأسه. ويخرج آخر دفتر حساباته المصرفية ليبين أن الاتحاد الأوروبي هدف من خلال عقوبته إلى حرمانه قرابة سبعين يورو هم كل ما يملكه في حسابه المصرفي. يضحك الشباب، لكن أحد الحاضرين لا يؤانسهم في الضحك. يلعب الأخير دوراً نقابياً مهماً في سوريا وهو مؤيد للنظام لألف سبب وسبب، فيما يتركز عمله في دولتين أوروبيتين. يشعر الآن بأن حريته مقيدة وأن موقفه السياسي سيؤثر سلباً على موقعه المادي. هو كما يظهر وجهه الأصفر يخشى العقوبات، ويفكر مرتين بالخيارات المتاحة أمامه. يهرب من موقفه السياسي إلى موقعه المادي أو العكس؟ الإجابة صعبة. وهو ليس وحيداً، هناك أعداد من التجار وأصدقاء النظام ورجال الأعمال يعيدون حساباتهم بصمت وبعيداً عن الأنظار. تترك العقوبات أثرها إذاً. ثمة شركات لبنانية وأخرى أجنبية قررت مجاراة الاتحاد الأوروبي من دون مبرر وسحب توكيلها للمحامي المعاقب، ولم تتخذ السلطات السورية بعد موقفاً تجاه هذه الشركات، فيما يلفت الرجل الالكتروني إلى أن الكثير من أصدقائه على «فايسبوك» محوه من قائمة الأصدقاء.
من يطلع على حجم الدعم – الروسي والإيراني عسكرياً، العراقي والإيراني اقتصادياً، المحلي شعبياً وعسكرياً وسياسياً ودبلوماسياً – الذي تتلقاه القيادة السورية يتأكد أن سوريا قوية، ونظامها بألف خير. من يجل في سوريا مستمعاً ومشاهداً يستنتج أن هناك شباباً طيبين رغبوا بكل نية حسنة في الانتفاض على ما يرونه ظلماً سياسيا واقتصاديا لاحقاً بهم، لكن لم ينجح هؤلاء في جذب العدد الضروري من المواطنين لإنجاح انتفاضتهم كما حصل في دول أخرى. فهدأ بعضهم محاولاً الاستفادة من التغيير الذي حصل في المجتمع السوري ليبني عليه وينتزع بفضله إصلاحات من السلطة، فيما يصر البعض الآخر على الانتحار محاولاً أخذ البلد كله معه إلى الموت.
احتياطات سوريّة
في الأسواق التجارية، يملأ العراقيون الثغر. تحافظ الأسعار على ثباتها. الكل يسأل عن أوضاع الليرة السورية. لولا إجراءات القيادة السورية الاقتصادية التي جعلت النظام ممثلاً ببعض الأشخاص شريكاً في كل نشاط اقتصادي دون استثناء لما صمدت غالبية المؤسسات وحافظت الليرة السورية وأسعار المواد الأولية على استقرارها، في ظل الأزمة الحالية الحادّة. المصادر القريبة من القيادة السورية تؤكد أخذ النظام بالتعاون مع حلفائه الإقليميين والدوليين الاحتياطات الضرورية للدفاع عن سوريا في وجه أي عمل عسكري محتمل. لكن كل التقارير الدبلوماسية والاستخبارية سواء تفيد بأن العمل العسكري غير وارد جدياً والخطط التي هي قيد التنفيذ تأمل إسقاط النظام خلال ثلاثة أشهر حداً أقصى عبر الضغط الاقتصادي أولاً، تكثيف العمليات العسكرية ثانياً وتعزيز العمل لحصول انشقاقات عسكرية وسياسية ودبلوماسية جدية ثالثاً.
16 تعليق
التعليقات
-
الحمد لله أستاذ سعود أنك بدأتالحمد لله أستاذ سعود أنك بدأت ترى الحقيقة، وتصدق أنه كان هناك قناصة، وأن المعارضة مسلحة. في بداية الأحداث كنتم تنقلون رواية وكالات الأنباء المنقولة عن شهود عيان " الثورة" ثم تشيرون بشيء من الخجل لروايات النظام، وتبين لكم اليوم أن" جحا" كان صادقاً. احتفيتم ببعض وجوه المعارضة، وظهروا على صفحات جريدتكم الني نقدر ونحترم نورانيين، مثاليين، وصدقتم قول عبد العظيم أن دوما معقلاً للناصريين!! وأن لا صحة لمزاعم السلطة أن المتظاهريين جلهم إسلاميون، وصدقتم أن هناك ثورة، لكن زبدة مقالك اليوم رائعة : "من يجل في سوريا مستمعاً ومشاهداً يستنتج أن هناك شباباً طيبين رغبوا بكل نية حسنة في الانتفاض على ما يرونه ظلماً سياسيا واقتصاديا لاحقاً بهم، لكن لم ينجح هؤلاء في جذب العدد الضروري من المواطنين لإنجاح انتفاضتهم كما حصل في دول أخرى. ...... فيما يصر البعض الآخر على الانتحار محاولاً أخذ البلد كله معه إلى الموت" نعم ما زال البعض عامداً ام غافلاً يجر البلد إلى الدمار.
-
بس تعليقا على موضوع الجامعاتبس تعليقا على موضوع الجامعات يا كاتب الحرس المسلح و بشكل علني و فاضخ و فصح لبطاقات الطلاب و حقائبهم بشكل يومي من بداية الثورة و شباب الجامعة بدمشق و خاصة الطب من اول الثورة تظاهرو فكان الامن و المخابرات يتصدو و يتعقلوا و يضربو ما بكفي قناة الدنيا نفاق
-
يا غسان الله حامي سوريةانا كتاجر اقول لك انا و مالي و عيالي لسورية و لقائد سورية و امان سورية هؤلاء الثورجية مثلما قلت لا يمثلون براي عشر سكان سوريا لا مظاهرات الجامعة او مظاهرات القرى النائية و البعيدة و الطبل فكيف يغيرون نظام و يستبدلونه بنظام العقل نعمة
-
رائع يا باسل .المؤيد لازمرائع يا باسل .المؤيد لازم يكون مصلحجي وسخيف وسطحي وتافه والمعارض ثائر ومثالي مع انو انا اللي بعرفهم من المؤيدين فقراء بيفلحوا شغل كل اليوم ليطعموا ولادهم ولا هني بعثيين ولا هني موظفين بس مدري ليش الصحفيين ما بيشوفوهم بيجوز لان ما بيقعدوا بالكافيات المختص فيها جماعة اليسار العطاللاوي .وهي شغلة عد المحجبات لحالها شغلة راقية كتير بتاكدلك انو هني مو طائفيين ابد ؟؟بس بتعرف انا بحلف بكل المقدسات انها مانها شغلة طائفية وبيستخدموا الطائفية بس للحشد غير النوعي لتظاهراتهم ببعض المناطق كلو سياسة وخيارات سياسية وسلطة بس ما عندن مشكلى طبعا يستفيدوا من الغريزة للتحريض وبيقولولك الدولة هي اللي عم تحولها طائفية وكان صفا ووصال تابعين للنظام والعرعوريين الكتار عم يحكوامن الشاموكانهم لا يرون عناوين المستقبل والشرق الاوسط التي تحتاج بعد قرائتها لاكل بيضة مسلوقة وكوب حليب لمحاربة التسمم المحتمل
-
لهذه الاسباب انا مع النظام .بدون لف ودوران انا مع النظام بسوريه . فعندما تحركت المظاهرات نزلت للشارع لاشاهد هؤلاء الثوار رايت شبان في مقتبل العمر يهرولون ويسعون للالتحام بعناصر الامن . وهؤلاء(عناصر الامن ) يحاولون تحاشي الحجاره والعنف عندها وددت ان اخبئ عناصر الشرطه من غضب هؤلاء الثوار. عندها حاولت ان اتذكر ما كانت محطات التلفزيون العربيه والاجنبيه ان تصورهم به . لعب الفأر بعبي . وصرت اسأل كل من شاهد الحراك الشعبي بالشارع ان كان قد رأى اي من المثقفين والنخب المعروفه بالمجتمع كان ينفي ذلك . وعندما دخل امراء الخليج على الخط ازداد تشككي وقلقي . وعندما صرت اشاهد احدى الفضائيات تطلق اسم كتائب الاسد على عناصر الجيش العربي السوري صرت اخاف منهم وارتاب من هذه الثوره المزعومه الى ان جاأت اللحظه اللتي سمعت فيها باستشهاد طيارين حربيين . وقتها بكيت وبكيت وخاصه عندما لم اسمع كلمه تنديد او استنكار او تنصل من عمليه قتلهم . وقتها حزمت امري وقتلت اي شك بداخلي . انا الآن في عملي ولا انتظر اي خير يأتي من القتل وانتظر ما ستقدمه الدوله (وليس النظام ) من امن اليوم واصلاح بالمستقبل.
-
يعني بس سؤال صغيركيف اجتمعيعني بس سؤال صغير كيف اجتمع تلاتة بالمقهى... واحد بسبب خناقة وواحد مهندس كمبيوتر وواحد محامي .. القاسم المشترك بينهم هو انو نالتهم العقوبات الأوروبية... حبيبي احكي شو ما بدك بس لا تألف ثانيا الجامعات فيها احتقان كبير و عدم خروج مظاهرات كبيرة هو بسبب القمع الوحشي يللي شافوه من الشبيحة ومن زملاؤون من اتحاد الطلبة و أكبر مثال الاعتصام الصامت يللي صار بكلية الطب من ست أو سبع شهور ... وقتها انفض بالعصي الكهربائية و بتكسير الأيادي والأرجل ثالثا كلنا شفنا مظاهرات حماة العارمة يللي استمرت بشكل يومي لمدة شهر وما انتهت الا باجتياح المدينة .. سؤال يعني هلق أهالي حماة اقتنعو و عجبون النظام فقعدو ببيوتن ولّا خافو ينعاد سيناريو التمانينات!!! عدا عن مدن درعا و حمص وادلب وغيرها يلي ما في قوة بالدنيا بتقدر ترجعها متل ما كانت أما بالنسبة لدمشق و حلب فالوضع أشبه بنار تحت الرماد ممكن تشعل بأي لحظة وملاحظة للأخوة اللبنانيين : أنتو أكتر عالم بتعرفو همجية و حيوانية هادا النظام .. بترجاكم ما تكون مصالح أحزابكم و مشاريعكم (حتى لو كانت على حق) تكون عحساب وكرامة الشعب السوري. صحيح إنها فتنة لكن النظام السوري هو رأس هذه الفتنة وهو سبب عدم الاستقرار لأنه يلعب على و يتستغل صراعات المنطقة لتأمين استمراريته.... حقيقة تاريخية: لا يمكن لظالم مستبد أن يدعم قضية محقة ...وانما يستغلها ويتخلا عنها إذا اضطر. والسلام
-
لم التجني على كاتب المقال ؟؟؟؟يوم الثلاثاء الماضي غادرت بيروت إلى دمشق لأحصل على الفيزا السويسرية لزيارة أبنتي المقيمة هناك ...فأنا سوري مقيم في لبنان منذ عقدين وأكثر ...وفي دمشق زرت معظم الأسواق ودخلت الكثير من الإدارات الرسمية لالعمل أو معاملة رسمية بل لأطلع على مايجري حقيقة في بلدي ... لاموظفون غائبون في وقت أمتلأت فيه ساحة السبع بحرات والشوارع المتفرعة عنها بالمؤيدين للجكم والمعارضين للقرارات الظالمة بحقه !!! ذهبت إلى أتوستراد المزة حيث تتركز معظم الجامعات وكان أزدحام الطلبة وقت الظهيرة ملفتا للنظر حتى أنني لم أجد تاكسي يقلني أو باصا أستطيع التسلل إليه لينقلني إلى حيث أريد ( أنا لم أستقل سيارة لبنانية مصفحة )!!!... ليلا ومع أن الوقت شتاء والطقس بارد جدا كانت أرتال السيارات الخاصة تصطف على جوانب طريق الربوة حيث المطاعم والمقاهي ... لم أسمع صوت رصاص ...ولم أواجه خلال أربعة ايام تظاهرة غاضبة ضد النظام ...حتى أن أسواق دمشق على أزدحامها وأكثر لاثورة ولاثوار ... بل نفور من كل من هدد أستقرار االبلد ...وأحسست براحة كبيرة لأن من شهد الأعوام من 1963 إلى العام 1970 يدرك جيدا قيمة مابعدها....
-
الأمن السوري و النجارهناك نكتة قديمة تلائم وضع الأمن السوري هذه الأيام أكثر من قصة كذبة جحا. تقول النكتة أن سيدة أوصت نجاراً أن بفصل لها خزانة للملابس. صدف أن السيدة تسكن فوق محطة للباصات. لاحظت السيدة أن كلما مرّ باصاً تنفتح أبواب الخزانة فدعت النجار لكي يصلح هذا العطل الفني. جاء النجار و لم يترك شيء في الخزانة إلا و فحصه و لكن عبثاً لم يجد أي عطل يصلحه. فقال للسيدة الحل الوحيد أن أقعد في الخزانة و أنتظر حتى يأتي الباص لكي أرى ما يحدث من الداخل. فجأةً رجع زوج السيدة من عمله و قد نست السيدة النجار الذي في الخزانة. لم دخل الرجل إلى غرفة النوم وجد حذاء غريب ففتح الخزانة و وجهه يتقطر غضباً فوجد النجار فصرخ: ماذا تفعل هنا؟ فأجاب النجار المسكين و هو يرتعش خوفاً: إذا قلتلك ناطر الباص حتصدقني؟! باسل: بالنسبة ل"فيلسوف باريس" : بتصريحات غليون الأخيرة بدأ ينجلي الغبار و بدأت الناس ترى الحمار!
-
زبدة ثلاثة مقالات<من يجل في سوريا مستمعاً ومشاهداً يستنتج أن هناك شباباً طيبين رغبوا بكل نية حسنة في الانتفاض على ما يرونه ظلماً سياسيا واقتصاديا لاحقاً بهم، لكن لم ينجح هؤلاء في جذب العدد الضروري من المواطنين لإنجاح انتفاضتهم كما حصل في دول أخرى. فهدأ بعضهم محاولاً الاستفادة من التغيير الذي حصل في المجتمع السوري ليبني عليه وينتزع بفضله إصلاحات من السلطة، فيما يصر البعض الآخر على الانتحار محاولاً أخذ البلد كله معه إلى الموت>
-
رائع رائع ياغسان .. وكلهرائع رائع ياغسان .. وكله بالصميم ..
-
مقال رائع سيد غسانمقال رائع سيد غسان
-
مش بإيدي! 3هل القصة "مش" قصة رمانة...= "مش بإيدي" أم "يا فيها يا خفيها" أم ماذا هي؟! هل الوطنية شهادة تعلق على الحائط أم قلادة تلبس أو نيشان يعلق؟!,أم أنها عمل ومعايير يجب على جناب الرؤساء والمستبدين والأنظمة والمعارضة ومجالسها وهيئاتها وتظاهراتها أن يعملوا بمعاييرها؟! من سخر من وجود القناصة والمسلحين والمؤامرة والحرب الإعلامية والتحريض...منذ تسعة أشهر؟! وكلما خسر "خندق سخرية" تراجع "مقاوما" بشراسة إلى "الخندق" الذي يليه؟! ومنهم “المعتوه" الذي ما زال في الخندق الأمامي!!,أليس هو نفسه من يسخر من جدوى وجدية الإصلاحات اليوم؟! (كما فعل أحد الفلاسفة الباريسيين من المؤمنين بها ووصفهم بالتيوس!,عاتبا بحنان ومجنبا صبي ليفي أي انتقاد قاسي! ولماذا عادة يوصف أحد أحدا بهذا الوصف؟!) وفي نهاية "طق الحنك"(عراية tree!): أتراني إذا سألتها : "حتى أنت أيتها السامية في حقوق الإنسان نافي بيلاي" تقولين حربا أهلية؟!! أتراها تجيبني : "It's Beyond My Control" ؟! http://www.youtube.com/watch?v=cjUmvHBgHr0 :(مشهد رائع لفيلم أروع للتفسير)
-
مش بإيدي! 2هل إذا تغير السلطان تغير الزمان؟! وأي زمان سيأتي مع ما نراه من “ولدان"؟!,ومن قال أن “الإحتقان" لا ينفس والجراح لا تندمل؟! هل ضعف الدولة وجعل لبنان ساحة لكل أجهزة المخابرات وكل زيارات السفراء وتحويلات الأمراء والزعماء...كان له مساهمة في "عيشتنا الحلوة" فيه الأن؟! هل لبنان وتاريخه وحاضره في الغرب,والعراق وطاغيته السابق الرافض لأي إصلاح وحاضره "الفرجة" في الشرق,والناتو في الشمال و"إسرائيل" وعميلها وابن عميلها في الجنوب؟! لماذا "مش ظابطة" يعني "مش عم تركب السايبة!" ("مش بإيدي"!) في تصديق "الربيع وكثير ممن يعيش فيه" في "انشداقهم" بالديمقراطية والحرية -ليس كمبدأ- على الطريقة الغربية وكأنها وحي سماوي لا يأتيه الباطل من بين يديه خصوصا "مؤمن هذا الربيع القاشوش" و"ملحد هذا الربيع الفاشوش" "الكافرين" سابقا بذلك الوحي!
-
مش بإيدي!# لو سألت لبنانيا (وأنا منهم وكل من أعرفهم!): لماذا في مشهد جامع جميل رائع لا نراه في كل العالم العربي,لماذا "يقف ليحصي عدد المحجبات في هذه المجموعة النسائية أو تلك، ليقدر نسبة السنّة المشاركات ونسبة العلويات"؟!(ههه توصيف موفق ورائع!) وقال لك :"مش بإيدي" فهو صادق! لو سألت "معارضا وطنيا" سوريا اشتراكيا أو يساريا : ماذا تفعل يا رجل في مضارب حمد وحمد وشرابة خرجهما في الجامعة,الأمين على كامب دايفيد,وأمام الأليزة و10 داوننيغ ستريت...وقريبا أمام الstate department على الأرجح,وقال لك "مو بإيدي" فهو كذاب أشر هل الرجل كان محقا في خطته لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية ولم يكن يقدر على مزيد من طول البال (لأنو معش يطول أكتر...!) حتى يصعد إلى سركيس ويعرض هذه الخطة عليه؟! هل عشرات القنوات التي تبث وتضخ السم الزعاق ومنها 24/24 وقتا وتخصصا,ومئات المواقع على شبكة عنكبوتية يلفها من أخترعها على من يشاء,وآلاف من المتخصصين المأجورين المخضرمين التكفيريين القصابين الممولين المدعومين المسلحين...سيكون لهم تأثير حتى على "رشيد" نفسه؟!,فما بالك "بجوز" من السكرانين أو بائع مناقيش أو مشهد من الأفلام المصرية في السبعينيات : "الجوازة دي لا يمكن تتم"!
-
يعني يا غسان ما بعرف وين عميعني يا غسان ما بعرف وين عم تلقط كل هالناس ودخلك يللي معو سيارة مصفحة ومن لبنان كيف هيك؟يعني ليش مصفحة ما لفت نظرك شي غلط؟وبعدين في سوريا ممنوع دخول سيارة لبنانية لاكثر من اسبوعين او 14 يوم لتخرج ثم تعود اما ان يشتريها بالتقسيط من لبنان !!!!!!!!ومصفحة وعم ينق وبعدين انت طلعت مع شوفير تكسي او رجل أمن؟الله وكيلك ما بطلع مع شوفير الا ما بيحكي وبيطوشني بالحكي عن قناة الدنيا واخبارها العجيبة او يضع لي اغنية يا محلى الحكي عن الدنيا.وبعدين من قال لك ان الجامعات لم تتحرك ؟جامعة القلمون والاوروبية وغيرهم كلهم تحركوا وبقوة واغلق عددا منهم لايام وهدد كل رؤساء الجامعات بالاعتقال اذا عاد التحرك .